رمضان.. مدرسة التغيير

حلقة من برنامج رواح الصائم على قناة القرآن الكريم الجزائرية في 13 رمضان 1440

 

مقدمة:

كثير منا - للأسف - يؤمن بأن مجرد دخول رمضان كفيل بالتغيير، فدقائقه وساعاته وأيامه ولياليه لها مفعول سحري يقلب المسلم رأساً على عقب! وما عليه إلا الاستسلام، الانتظار، المتابعة بشغف كما يفعل أكثر من مليار مسلم كل عام حين ينتظر من شهر رمضان تغييراً جذرياً في علاقته مع الخالق، وعلاقته مع الخلق، وعلاقته مع نفسه حتى، لكن الواقع يقول غير ذلك؛ لأن رمضان لا يغيّر إلا من يرغب بالتغيُّر، ومجرد دخول شهر رمضان لا يفيد من لا ينوي التغيير.

من لم يكن في قلبه حب الهدى ... فلقاؤه وجه النبيْ لا ينفع

صحيح أن رمضان - ببرنامجه العام - يحمل حقيبة من التغييرات حين يكسر الروتين ويغير بعض العادات، فيمنحنا عادة حسنة، كالاستيقاظ المبكر، والالتزام بالجماعة، والأكل مع العائلة... ويعالج عادة سيئة، كسرعة الغضب، وبذاءة اللفظ، والتقصير في الصلاة، ونوم الليل كاملاً...؛ لكنه قد يورث بعضنا حزمة من العادات السيئة، كالسهر الطويل، والنوم الزائد، والسرف في تناول السكريات والعصائر، وإدمان متابعة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، والتكاسل عن العمل...، لتبدأ بعد رمضان رحلة المجاهدة للتخلص من هذه العادات، والتي قد يحتاج علاج بعضها لأسابيع أو شهور!

 

قد يهمك: (تغييرات رمضانية)

 

هذا حديث عن التغيير بشكل عام، يتضمن نظرة عنه في الكون والحياة، وضرورة ضبطه، وآليات كيفية لمن أراد التغيير، ثم موانع التغيير الأشهر بين الناس.

 

التغيير سنة الله في الكون والحياة:

في الكون هناك حركة دؤوبة من المتغيرات، فحركة النجوم وألوانها تشير إلى تغير في أطوارها وأعمارها وأبعادها عن مركز الكون، ومثل ذلك تلك الحركة الكونية التي تبدو روتينية، لكنها تتسم بالتغير والتنوع لتشكل مجموعة ضخمة من المتغيرات، نرى بعضها في اختلاف المشارق والمغارب {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} [المعارج: 40].

على الأرض تبدو حركة التغيير أوضح وأسرع، بدءاً من الشكل الجغرافي للأرض، والذي يتبدل مع السنين ليصير البحر صحراء، وتتحول الصحراء جنة خضراء، ويبتلع البحر قارات بأكملها، وتغير الزلازل شكل الأرض وأماكن الحياة، مروراً بحركة الهواء الدائمة، والأمواج الدائبة، والغيوم التي تتجدد وتتبدد، ودرجة الحرارة التي لا تستقر..

عند الحيوان التغيير أسرع، طيور تهاجر وأسماك تتنقل من أقصى إلى أقصى؛ هذا يبدّل موطنه، وهذا يبدل ريشه، وهذه تبدل جلدها...، في حين ينقرض نوع ويُكتشف نوع.

عند النبات كذلك تغيير متواصل، نمو دائم، أزهار تشرق وتخبو، أوراق تخضرّ وتسقط، لتصير الحدائق ذات البهجة أكواماً من العيدان والحطب!

في التاريخ: أمم تسود وتبيد، ترقى وتنحط، تفتقر وتغنى، تُحتَل وتتحرر.. من كان يظن الاتحاد السوفييتي بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية سينتهي هذه النهاية، لتأتي اليابان المهزومة في الحرب نفسها وتصير اليوم في طليعة الدول القوية اقتصادياً وعلمياً؟ وقد ضرب الله لنا في القرآن مثلاً بلاد سبأ: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} [سبأ: 15، 16]

في السياسة يعمل معول التغيير عميقاً ليغير الأحلاف والقوى، ويبدل مواضع السلاح والمال، والخطاب والنهج للدول والسكان.

حتى شريعة الله طالها التغيير بالنسخ حيناً، فيحرّم الخمر بعد إباحته، ويؤذن بالقتال بعد منعه، ويستقبل المسلمون غير القبلة التي استقبلوها زمناً، وبتغيُّر اجتهاد الفقهاء حيناً آخر، لنرى فروع الأحكام تتغير بتغيُّر الأزمان والبلدان.

 

التغير عند الإنسان:

هذه الجلبة في الكون والحياة لا تسمح للإنسان أن يقف عصياً على التغيير، بل لا بد أن تصيبه ألسنة التغيير فتكون له أو عليه، وإن دوام الحال من المحال، وكما يقول بعض الفلاسفة: الشيء الثابت في الحياة هو التغيير! ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 37].

جزء كبير من حركة التغيير الإنسانية يكون بشكل لا إرادي، فعوامل خارجية تشكل ظروفاً لا يستطيع الإنسان النجاة من آثارها، والعوامل الداخلية كذلك تتبدل تحت أنظاره ولا يملك من أمرها شيئاً..

فجسد الإنسان الحي يبدل خلاياه، ويطور مناعته، ولا يستطيع أن يثبت في مقاومة تغيير السنين، ولا صيانة جسده من آثار حوافرها التي تدك حواسه وذاكرته ونشاطه.

روح الإنسان تنشط وتفتر، تشرق وتخبو، تشفُّ وتثقل.

نفسه التي تتلون وتتبدل بين تعلُّق ونفور، إقبال وإدبار، ولعلها في بعض الحالات تتغير من جهة إلى جهة كلمح البرق.

عقل الإنسان لا يتوقف عن النمو متأثراً بتجارب الحياة ومشاهدة صروف الدهر وقراءة أفكار الآخرين وآثار أعمالهم، ولذلك يقال بأن التشنج والحسم من عادة الجهال، أما أهل العلم فأمرهم على التردد والتعليق.

قلب الإنسان يتقلب ويتغير بين حب وبغض، للشيء نفسه، والشخص ذاته، وإن الشيطان ليقعد لابن آدم بطرق قلبه، ليقود له عملية التغيير {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، وذهب عدد من المفسرين إلى أنه يسعى لتغيير الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها، لكن الله ضمن سلامة الفطرة لعباده الصالحين: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].

 


 

في حركة التغيير الحياتية ترى جاهلاً صار عالماً، ومذنباً صار تقياً، وفقيراً أصبح غنياً، وبائساً ترقى عظيماً...

قديماً ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة في القدرة على التغيير الإيجابي، لتتبدل أحوالهم من الكفر إلى الإيمان، ومن القسوة إلى اللين، ومن الحرب إلى السلم، ومن الجهل إلى العلم...

من كان يظن أن عمر بن الخطاب الذي كان يقال عنه: (لا يُسلِم ابن الخطاب حتى يُسلِم حمار الخطاب) سيصير فاروقاً يزأر في ميادين الحق، ووزيراً للنبي وأيقونة تاريخية للعدل والإنصاف؟

إن الفارق التاريخي بين عمر بن الخطاب وأبي جهل هو قرار التغيير، فذات يوم كان الرجلان في الميزان سواء، يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعز الدين بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو أبي جهل بن هشام)، لكن عمر قرر أن يتغير، وأبا جهل قرر الاحتفاظ بموروث مهترئ لفظته الفطرة وأبلاه الزمن.

وفي التاريخ المعاصر تبدو الأمثلة ظاهرة، هذا غاندي رمز السلام كان مزارعاً بسيطاً، وأردوغان الزعيم التركي كان بائعاً للخبز، و"جاك ما" أغنى رجل أعمال صيني كان موظفاً سيء الحظ، و"ليونيل ميسي" نجم الكرة الألمع في التاريخ المعاصر كان طفلاً يعاني مشكلات في النمو... والأمثلة أكثر من أن تحصى!

 

ضبط التغيير:

إن حتمية وقوع التغيير - هذه التي سبق ذكرها - لا تعني لزوم عبثيته، فالتغيير لا يعني الميوعة والهلامية وعدم الثبات على شيء، فهذا مذموم أيضاً، فالثبات في كثير من المفردات بطولة: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27].

ولا يصح أن نسمح لمعول التغيير - مثلاً - أن يطال الثوابت القيمية (كالتزام الحق وإقامة العدل وضرورة الحرية...)، ولا الثوابت الأخلاقية (كفضيلة الصدق والأمانة ورذيلة فعل الكذب والخيانة)، ولا الثوابت الدينية (كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..).

الإنصاف أن يبقى التغيير فاعلاً في نطاقه وميدانه، ومن الخطأ أن تخرج محاولات التغيير عن دائرة التأثير، فبعض الناس يحدثك عن تغيير العالم والنهوض بالأمة وينظّر في الحضارة والتقدم والسلم العالمي والوحدة العربية أو الإسلامية... ثم إذا نظرت إلى حاله وجدته مهملاً لدائرة تأثيره، لجيرانه وأرحامه، وأهله وولده، وربما لخاصة نفسه!

 

كيف أتغير؟

التنظير للتغيير أمر سهل، لكن الكيفيات والآليات هي ما يحتاج إلى تركيز وعناية، وهذه خطوات إجرائية يمكن الاستفادة منها للتغيير الفردي.

1. اهرب إلى الأمام: أوضَحَ ما تقدم أن التغيير أمر حتمي، لذلك من الأفضل أن تتغير بشكل مدروس وبنّاء لتكون بذلك عصياً على التغيير السلبي والهدام، ولذلك:

- افتح فكرك للتغيير النافع الإيجابي، ولا تحارب الجديد، ولا تقدّس القديم، بل اقبل الحسن من كل منهما.

- أعد النظر في قناعاتك ومسلّماتك، وفي الأمور التي ألفتَها، وخذ استراحة مما أنت فيه لتنظر إلى موضعك في الحياة واتجاه سَيرك.

- ابذل الجهد للتحسين، وإلا فالجهد الذي توفره في عملية البناء والتنافس ستبذله في الترميم والاستدراك.

2. التهديف: من لا يملك أهدافاً فلا داعي لأن يتغير، إن أردت أن تتغير فعليك أن ترسم لنفسك أهدافاً أولاً، ثم تتكيف مع عملية طلبها وتحقيقها، مركِّزاً على أولوياتك حتى لا يأسرك طبع اختيار الأسهل وطلب الأخف.

3. ركز على عاداتك: فقوة العادة تمنع من التغيير، والعادة هي كما شبَّهها د. سلمان العودة في عنوان كتابه الماتع: "زنزانة.. عادة مدى الحياة"، لذلك نحتاج إلى الوعي بعاداتنا، وخير عادة أن لا يكون لك عادة إلا في الخير.

وفي رمضان من الجيد أن تعتمد نظام اكتساب العادات البسيطة للتغير المراد في علاقتك مع الله، كأن تركّز أياماً على اكتساب عادة جديدة، فإن رأيت نفسك تعوّدت عليها انتقلت إلى غيرها، من ذلك مثلاً: عادة التدبر في القرآن، وعادة الخشوع في الصلاة، وعادة التنويع في القراءة بعد الفاتحة صرفاً لعادة قراءة سور صغيرة بشكل متكرر، عادة الإمعان والتروي في الأذكار، عادة استحضار النية وتحريرها...

هذه عادات متعلقة بالعبادة، ولا تقل عنها العادات التي تتعلق بالأخلاق وبالخلق، كعادة التغاضي عن الأخطاء، والتسامح مع الآخرين، والمبادرة إلى الخير، والصدقة على المسكين...

4. استعن بمن حولك: من أهل العقل والدين ممن يحبّك، ليكشفوا لك مواطن القوة فيك كي تعمل على تطويرها، ومواطن الضعف أو الخلل لتعمل على استدراكها وإصلاحها، ثم انزل على آرائهم دون التترس بحيَل التبرير والدفاع والإسقاط ونحوها.

5. غيّر طاقم أصدقائك: إن كانت صداقاتك مانعاً لا دافعاً إلى عملية التغيير فبقاء الصداقة أمر يُلزم عليك البقاء حيث أنت، فالطبع يسرق من الطبع، والصاحب يُعدي.

6. اعتمد التغييرات البسيطة المتتابعة: الإنسان ليس آلية تغيُّره ضغطة الزر، إنما هو بناء معقد، يحتاج إلى التغيير المتأني المدروس الدؤوب على خط الزمن، أما التغير الطفريّ فهو مجرد استثناء ظاهري غير ثابت.

إن استطعت في شهر رمضان معالجة تقصير واحد يلازمك، وتوبة من ذنب يؤرقك، وتعوّداً على طاعة جديدة، ثم ثابرت على ذلك بعد رمضان، فقد خرجت من رمضان بخير كبير.

7. استغل لحظات الإدراك: حين تدرك ضرورة التغيير، حين تستشعر هداية الله لك بنفحات الوعي بالذات والحياة، فاستثمر ذلك الحافز لتنتقل من التغيير كفكرة إلى التغيير كسلوك، لتعرج بالتغيير من دائرة التمني إلى دائرة الإرادة والتنفيذ.

 

موانع التغيير:

يمنع من التغيير أمور كثيرة، منها:

1. عدم إدراك ضرورة التغيير أو الحاجة إليه: كإنسان لا يمارس الرياضة لأنه لا يراها ضرورة، ويسرف في تناول السكريات لأنه لا يراها مضرّة، ويتمسك بعادة التدخين لأنه لا يرى حاجة حقيقية للإقلاع عنه... هذا كيف يتغير؟!

2. عدم إرادة التغيير: من باب التعايش مع الحال، وفي هذه الحالة يعي المرء أهمية التغيير، ويرى لزومه، لكنه يبقى حبيس الأماني، كمدخن يتمنى أن يترك التدخين لكنه يكتفي بقول: ادع الله لي أن يخلصني منه.

3. الرضوخ للواقع: وهذا الرضوخ يحصل بعدة معتقدات، كاعتبار الأمر نوعاً من القدر المحتوم، أو إيمان المرء بأنه أضعف من أن يغير، أو رضوخه لعقدة الظروف الخارجية، أو المؤامرة الكونية...

4. تعليق التغيير على شيء خارجي: بأن ينتظر شيئاً ليغيِّره، كدخول رمضان، أو الذهاب للحج، أو الزواج، أو التقاعد، أو تقسيم التركة، أو الحصول على الترقية...

5. تأجيل التغيير وتسويفه: من باب عش حياتك الآن، ولا زال في العمر بقية، وللأسف كثير منا يظن أن مجرد مرور الأيام وتواليها يغيرنا، وينقلنا من الحال التي نحن فيها إلى حال أفضل، وهذا ليس بصحيح، فالذي يرقى بالإنسان هو خطواته نحو العلا، وليس تناوب الليل والنهار عليه.

6. الرغبة بالتغيير جملة واحدة: وهذا مانع مسموم ومنتشر، وقد أشرنا في كيفيات التغيير إلى ضرورة اعتماد التغييرات البسيطة المتتابعة، والتي ستشكل بمجموعها الدؤوب تغييراً يصنع الفارق.

7. الخوف من التغيير: فلا نستطيع نفي أن التغيير عملية شاقة، ومخاطرة باستقرار المعتاد على حاله، وكثير من الناس يفضِّل البقاء في منطقة الراحة والأمان، حتى لو كان في ذلك فوات مصلحة أو وقوع أذى يمكن احتماله.

8. اليأس من التغيير: يقع هذا لمن حاول عدة مرات أن يتغير فلم يفلح، ربما ذلك لعدة أسباب أو أخطاء منثورة فيما تقدم في الكيفيات والموانع.

9. التسرع في التغيير: من انتظر تغييراً جذرياً في زمن قليل فهو كمن ينتظر من البذرة أن تثمر فور وضعها في التربة، إن الأمر يحتاج إلى دأب وصبر وعناية ورعاية، وإن ثمار التغيير لا تكشف لك وجهها حتى تمسح قطرات العرق عن جبينك بيدٍ ترتعش عناء.

10. اعتماد التغيير المؤقت: بعض الناس يقرر أن يتغير في موسم معيّن، وفي قرارة نفسه ينوي التراجع إلى سابق عهده بعد انقضاء الموسم، فتراه في الحج - مثلاً - مختلفَ الحال عما قبله وما بعده، وكذلك في رمضان! وفي بيته تراه يغير طريقة تعامله مع أبنائه في فترة الامتحانات، لكنه بعدها يرجع إلى سابق عهده، هذا التغير المؤقت يعاني فيه صاحبه شدة التغيير دون أن يسعد بمكتسباته الدائمة حين يتحول الأفضل عنده إلى عادة دائمة غير مؤقتة.