يمكنك سماع المقال بدل قراءته ☝️

 

تمرُّ العلاقات الزوجية في مراحل من التقارب والانسجام، وتزيدها الأيام مودة ورحمة وحُسن عشرة، ولكنها كذلك لا تسلم من مراحل من الفتور والملل والرتابة، هذه محطات طبيعية وواقع لا بد منه في الحياة الزوجية، ولا تكاد تسلم علاقة بين اثنين من أن تقع بين حين وآخر فريسة سهلة بين فكي الروتين والفتور العاطفي، لذلك وجب فهمه وتعلُّم مهارات التعامل معه. 

 

مجددات طبيعية: 


في الحياة الزوجية هناك مجددات طبيعية، منها على سبيل المثال: 
1-    الميل الغريزي الدائم: والذي يغذيه (الانقطاع الشهري الدوري، الانقطاع الرمضاني السنوي، ما بعد الولادة).
2-    الاحتياج العاطفي: هذا الاحتياج لعاطفة الحب، والحنان والاحتواء، والشعور بالأمان... لا ينضب.
3-    تعانق دوافع الأبوة والأمومة: وذلك في اجتماع الزوجين عند كل ولد جديد، يعانق حبُّه قلبيهما. 
4-    التغيُّر الحياتي المتجدد، فالحياة لا تسير على رتم واحد أبداً، كل شيء فيها يتغير باستمرار.
5-    المشكلات والابتلاءات والتحديات الحياتية: هذه تخلق نوعاً من العشرة المتينة، وتلم شمل العائلة

 

لـمَّـــت الآلام منـا شملنــا *** ونمـَـت مــا بيننا مـــن نســـب 

 

أهم أسباب الملل والرتابة في الحياة الزوجية: 


1)    التعود والإلف والاستقرار للروتين، وهذا شأن البشر. 
2)    طول الإقامة في البيت من قبل الطرفين أو أحدهما، فتنطفئ شمعة الاشتياق.
3)    الغياب الطويل خارج المنزل، الذي يجعل كلاً من الزوجين معتاداً على عدم وجود زوجه في الجزء الأكبر من حياته.
4)    الاتكاء على الحب وإهمال تغذيته.
5)    كثرة الهموم والضغوط الحياتية. (قد يهمك: مرحلة الشكر أم أزمة منتصف العمر)
6)    التوقعات الكبرى غير المنطقية من الزوج قبل الزواج، والذي يؤدي إلى الصدمة والشعور بالإحباط بعد الزواج.
7)    الفراغ والكسل والخمول.
8)    التعب والإرهاق الدائم، الذي لا يتيح للزوجين أو أحدهما فرصة للسعادة والإسعاد.
9)    البحث عن إرواء الدوافع خارج الأسرة، واعتبار حقوق الزوج واجباً ثقيلاً. 
10)    النظرة السلبية إلى النفس، والشعور بالتعاسة والكآبة بشكل متكرر. (المازوخية ولذة الألم)
11)    ضغط الأسرة أو انتقادات المحيط الاجتماعي لعلاقة الزوجين أو سلوكهما.
12)    كثرة السهر خارج المنزل من قبل أحد الطرفين، وتفويت جلسة السمر المسائية الخفيفة بينهما.
13)    الانشغال عن الآخر بالانهماك في مشاهدة القنوات التلفزيونية.
14)    الفارق التعليمي أو الاجتماعي الكبير، الذي يحول دون التواصل الممتع والمثمر بين الزوجين.
15)    الفرق الكبير بالعمر، والذي قد يجعل كلاً من الزوجين ينتمي لجيل مختلف باهتماماته وأحكامه. 
16)    انعدام المصارحة، واعتماد سياسة الكتمان والاحتمال.
17)    الرتابة في الحياة، وعدم التجديد في البرنامج اليومي.
18)    الخلافات التي لا يتم علاجها سريعاً، فتتراكم حتى تتنافر القلوب.
19)    برود المشاعر، والاستسلام للعيش بطريقة آلية ومبرمجة.
20)    الخيانة الزوجية، وتأنيب الضمير بعدها، وإيثار الخائن للانسحاب المعنوي بهدف تخفيف العذاب النفسي.
21)    عدم القدرة على إشباع الطرف الآخر عاطفياً أو جنسياً.
22)    عدم الاقتناع بالآخر أصلاً، والنظر إليه على أنه أقل من أن يكون شريك حياة.
23)    انعدام الغيرة والاهتمام بالآخر.
24)    اختلاف الميول والهوايات والعادات والتقاليد التي تجمع الطرفين على متعة مشتركة.
25)    ميل أحد الطرفين إلى إشباع رغباته فقط، وإهمال الآخر.

 
 

المعالجة الخاطئة:


هناك عشر طرق خاطئة للهروب من الملل والرتابة في الحياة الزوجية: 
1)    الخيانة وإقامة علاقات متعددة.
2)    الاهتمام بالعمل بشكل مبالَغ فيه.
3)    الصبر والتحمُّل بدل التغيير والمعالجة.
4)    الإفراط في التسوّق والمقتنيات.
5)    الإفراط في الاهتمام بالأطفال، محاولة للتعويض.
6)    الحلول الفردية، مثل اكتشاف هوايات ومواهب جديدة.
7)    صناعة كل من الزوجين عالمه الخاص، والعيش فيه منفرداً.
8)    الهروب إلى متابعة التلفاز أو تصفُّح مواقع التواصل.
9)    اختلاق المشكلات داخل البيت.
10)    الطلاق أو المخالعة. 

 

خطوات عملية للتجديد في الحياة الزوجية: 


1)    إرادة التجديد، وعدم اعتبار طول الملل والرتابة جزءاً طبيعياً من الحياة الزوجية. 
2)    إحياء المناسبات العائلية، وأهمها: ذكرى الزواج
3)    محاولة الاهتمام والتقدير والاحترام، ولو تكلُّفاً.
4)    الحديث والحوار ودراسة أسباب الملل، ومحاولة حل المشكلة. (لهذه الأسباب زوجك لا يحاورك)
5)    التعرف إلى الطريقة التي لجأ إليها الطرف الآخر أو فكر فيها للتخلص من الملل.
6)    اكتشاف إيجابيات الطرف الآخر، والتذكُّر بأن الآخر ليس سيئاً كلِّياً. (اختصرني بكلمة)
7)    استعداد كلا الطرفين للتغيير والتنازل أو الالتقاء منتصف الطريق.
8)    السفر سوياً، أو الابتعاد عن المنزل فترة، والقيام بنشاطات جديدة.
9)    الاتفاق على أخذ فرصة انفصال داخلي ليومين أو ثلاثة لتجديد الشوق.
10)    خروج الطرفين - كلٍّ على حِدة - مع أهله وأصدقائه.
11)    السعي إلى التجديد حتى بأبسط الأمور، كالشكل أو الثياب.
12)    ملء الفراغ بنشاطات مشتركة مفيدة.
13)    تجديد ديكور المنزل، وطريقة اللباس، ولون الشعر للمرأة، وشكل اللحية وقصة الشعر للرجل.
14)    محاولة اكتساب حس الدعابة والملاطفة والملاعبة والمزاح مع الطرف الآخر.
15)    تبادل الهدايا حتى البسيطة منها، «فإن الهدية تُذهِب وَحَرَ الصَّدر» [أخرجه الترمذي والبيهقي]..
16)    استخدام الكلمات اللطيفة واستحضار الذكريات المشتركة الجميلة.
17)    التعاون في المهام المنزلية، كالصيانة، وتغيير الديكور، وحتى الطبخ.
18)    اعتياد التودد: بالقول والفعل، بالكلام، واللمس، والشكر. (10 خطوات لتتنفس السعادة في بيتك)
19)    الاستماع الفعال: فحاسة السمع هي أول حاسة تعمل لدى الجنين في بطن أمه.. وهي آخر حاسة تتوقف عند المتوفى، حتى (يسمع قرع نعالهم). وهي أهم حاسة يجب تفعليها بين الزوجين بشكل جيد، فتعطيلها يعني بداية فتور العلاقة وتنافر قطبيها لموت الحوار، ودخولهما في نفق الفراغ العاطفي، والبرود الروتيني القاتل، والملل والرتابة في الحياة الزوجية!  
20)    الحذر من مسببات الرتابة التي تقدم ذكرها، ومسممات التجديد، مثل: (الضرب، الإهانة، الخيانة، الإهمال الشخصي، إغلاق باب التجديد على الزوج...)

 

ختاماً


إن الميل الطبيعي بين الزوجين، والاحتياج العاطفي، والتقاء القلبين على محبة الأولاد وتربيتهم، كل ذلك مجددات طبيعية للحياة الزوجية، لكن هذه المجددات لا تحتاج إلى اتكاء عليها بقدر ما تحتاج إلى انتباه وتعزيز لها، ودعمها بالاهتمام، والاحترام، والابتسام، والمبادرة، والهدية، والتجمُّل، والمزاح، والحوار، والمشاركة، والتنويع، وتجديد الذكريات، وحُسن العشرة... وحفظها من سم الهموم والضغوط والروتين والإهانة والعنف والخرس الزوجي...، وذلك لتبقى الحياة الزوجية غضة طرية مشرقة، ويبقى الحب متقداً كيوم ولِد.