اطلاع الابن على أبويه عند الجماع
2855 - السلام عليكم
من فضلك دكتور أريد استشارتك بأمر
أنا أم لطفل عمره 9 سنوات، دخل غرفتنا ورآني مع زوجي وقت المعاشرة الزوجية، كيف أتصرف في هذه الحالة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة:
رؤية الولد لأبويه في غرفتهما الخاصة مسألة واردة وتقع بنسب غير قليلة في العائلات، لقلة الانتباه والاحتياط من الوالدين حيناً، ولفضول الابن لمعرفة ما يجري في غرفة أبويه في أحيان أخرى، وإن وقع الأمر فعلاً فغالباً ما يفهم الابن أو البنت الأمر فهماً سلبياً، على أنه ضرب أو أذى أو بذاءة وقلة أدب أو نوع من الاعتداء الذي يمارسه الأب في حق الأم، وهذا ما يؤثر - غالباً - على نظرته لوالديه، وخاصة لأبيه، وربما لجنس الرجال عامة.
من المهم في هذه الحالة:
1- عدم تخويف الولد أو تهويل الأمر عليه أو التصرف معه على أساس أنه قام بجريمة كبرى عند الانتباه له أنه اقتحم غرفة أبويه.
2- صرفه إلى غرفته ثم شرح الأمر بطريقة بسيطة دون هلع ولا تفصيل من الوالدين، كأن يقال له: هكذا يحب الأبوان بعضهما، ويلاعبان بعضهما، وتكون بينهما هذه العلاقة والصداقة حتى يستطيعا الإنجاب، هذا مع التأكيد للولد على حبهما الكبير لبعضهما، وأن هذا النوع من الحب لا يكون إلا بين الأبوين.
3- طي الموضوع تماماً بعدها، وإذا أراد الطفل الحديث عن تلك اللحظة يتم تغيير الموضوع إلى موضوع ثقافة جنسية عامة، بهدف زيادة وعيه الجنسي، وذلك حسب عمره وجنسه.
4- إذا لم يتجاوب الطفل فمن أفضل الوسائل الاستعانة بأحد أفراد العائلة الذين يحبهم الابن ليشرح له الأمر بطريقة بسيطة، أو يتم عرض صور وفيديوهات علاقة الحيوانات الأليفة لتبسيط الموضوع، وليعرف الابن أن ما رآه ليس منكراً ولا عيباً، ولاتقاء أن يتطور الأمر بعد الصدمة على شكل ردة فعل نفسية متمثلة بالخوف - خاصة عن البنات - تمنعها من الزواج مستقبلاً.
5- الزيادة في الاحتياط بين الزوجين، كالانتباه للأصوات التي يمكن أن تصدر وقت العلاقة الخاصة، والتأكد من أقفال الباب وإرخاء الأستار قبل ذلك، وسدّ ثقب الباب من الداخل، وعدم السماح للطفل بالنوم أمام والديه إذا كان هناك إمكان لذلك، وإقفالهما باب غرفتهما عموماً عند النوم حتى لا يكون إقفال الباب سلوكاً لا يعتاده الابن كل يوم، فغالباً ما سيحاول الأطفال مراقبة الوالدين أكثر ويتجسس عليهما بعد هذه الحادثة.
6- يحتاج الطفل إلى مراقبة جيدة، دون المبالغة في الخوف، فقد يحاول تقليد ما رأى مع إخوته أو أصدقائه أو معلمه كنوع من التعبير عن الحب الذي تعلّمه من رؤية والديه، كما قد يحاول الحديث عن ذلك لأقربائه وأصدقائه، فمن الضروري التأكيد له أن هذه الطريقة من الحب لا تكون إلا بين الزوجين، وأنها من الخصوصيات التي لا يجوز الحديث عنها أمام الناس.
7- ترك الأمر للزمن، فمع الوقت سيتجاوز الطفل هذه الحالة، وينسى تفاصيلها.
والله أعلم
2025-10-29 06:39:44