السلام اسم الله وضعه لخلقه في الأرض، وعلّم آدم أن يحيي به الملائكة في السماء، وفرضه فيما فرض من حق المسلم على المسلم في الدنيا {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] فالزيادة مندوبةٌ، والمماثلة مفروضةٌ كما قال ابن كثير.

وجعل السلام في الآخرة تحية أهل الجنة فيها {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [يونس: 10]، وطريقاً إليها: «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [مسلم].

 

فالسلام طريق المسلمين للتحابب والتوادد والتواضع في الدنيا، وطريق لهم إلى الجنة في الآخرة، قال النووي: (والسلامُ أول أسباب التآلف، ومِفتاح استجلاب المودة)، وقال القاضي عياض: (والألفة إحدى فرائض الدين، وأركان الشريعة، ونظام شمل الإسلام). 

 

ومن الخطأ اقتصار السلام على من نعرف، أو من يشبه حالنا ومراتبنا، فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه].

 

وقد أمرنا بالسلام على الأطفال، والموتى، وعند مغادرة المجلس، وعند الاستئذان، وأن «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» [متفق عليه].. إلى غير ذلك، وكره لنا إلقاء السلام على أهل المسجد، ومن يقرأ القرآن، ومن يؤذن، ومن يقضي حاجته، وبين الجنسين إن خيفت الفتنة...

 

أما هجر السلام إلى غيره - من الاكتفاء بإشارة الأكف والأصابع -  فهذا من شأن غير المسلمين، «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا بأهل الكتاب فإن تسليمهم الإشارة بالأصابع والأكف» [الترمذي]، فيلزم الانتباه في تربية الطفل على التحية بالسلام دون استخدام غيره من تحية غير المسلمين وألفاظهم.

 

وقد يُبتلى بعضهم بنسيان تبليغ السلام، أو الزهد في إبلاغه لأهله، جهلاً منه أن تبليغ السلام لصاحبه أمانة.

 

اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام فحينا ربنا بالسلام