- هل نظرت مرة في المرآة وانفجرت تلوم نفسك وتندب حظك وتتمنى لو كنت أكثر مالاً أو جمالاً أو ذكاءً..؟!
- هل تردد بينك وبين نفسك كلمات سلبية مثل: (أف، طفشان، مزاجي متعكر، متشائم، كرهان...)؟!
- هل تكتب على حسابك في الفيس أو تويتر: (يشعر بالضجر، يشعر بالجنون، يشعر بالكآبة، الحياة صارت مقرفة...)؟!
- برأيك.. لماذا نعيش أحياناً مرحلة "كره الذات"؟!
- لماذا لا يتصالح الواحد منا مع ذاته إن رأى منها نقصاً ويحاول أن يحبها كما هي؟! نعم يحبها!! فهو أولى الناس بحب نفسه قبل أن يطالب غيره بمحبته!!
حب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية، والأمراض الجسمية، ويعطيه سلام الفكر والقلب والروح، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو ويتقدم ويحقق ذاته، وما هذه الكلمات التي ذكرت أعلاه وأمثالها والتي نسمعها ونقرؤها كل يوم إلا نذير هذه الأمراض النفسية والجسمية.
طبعاً.. حب النفس ليس هو الأنانية المتطرفة، وليس هو الاستئثار ولا الغرور ولا النرجسية، فحب الذات بالطريقة الصحيحة لا يفصل الإنسان عن الغير ولا يعزله عن محيطه، بل هو ممارسة لنشاط طبيعي اسمه حب النفس، فحب النفس فطرة، وهو الطريق إلى محبة الحياة،الذي من آثاره الإحسان إلى الناس، الإحسان إلى الوالدين، الإحسان إلى الأسرة، إلى الجار، إلى الضعفاء والمساكين والمرضى والغرباء والمعوزين.. وما أكثرهم في العالم المسكين.
إن الرفض المطلق للذات وللحياة لا يصنع شيئًا، وكره النفس لا يطورها ولا يهذبها، بل لعله يحقنها ثم يسحقها في ظلام الاكتئاب أو يُدئِبها لتحقيق الذات..
مع أن الأصل أن يعيش الإنسان حياة قوية، حرة، فعالة، وناجحة... مع ذلك هناك شباب ساخطون على ظروفهم، ساخطون على أنفسهم، ساخطون على أهليهم ومعلميهم، لا يعجبهم شيء، ويرون أنهم لم ينالوا قسمتهم العادلة من الحياة.
فقف للحظة، الآن.. توقف عن قراءة هذا المقال وتفكر في علاقتك مع نفسك، ربما ستكتشف أنك تهرب منها، ذلك لأنك مقصر معها ولا تريد أن تحاسبك أو تحاسبها على هذا التقصير، بينما لو تشجعت لتجلس مع ذاتك جلسة واحدة لتنظفها من الشوائب بعيداً عن تأثير ذلك المخدر الذي تعود أن تعطيها إياه، فإنك ستعجب من انطلاقها الحياتي متسلحة بحبك وحب الآخرين.. فراجعها، ثم تابع القراءة.
بعد ذلك.. ما رأيك أن نشاهد هذا الفيديو:
من الأفكار التي تساعدك على محبة نفسك:
1- أن تحب الجلوس مع ذاتك، وتصحح مفاهيمك عن شخصك، وتقبل نفسك كما هي، فقبول الذات يكتسبه الإنسان بإرادته الحرة، بعد أن يدرس مع نفسه كيف يقبل واقعه، ويرضى عن نفسه.
فاقبل شكلك كما أنت، فقبولك لذاتك هو أساس نجاحك، وقبولك لنفسك يجعلك تسعد بعيش الحاضر متحكما بأعصابك سيداً لنفسك وتصرفاتك، فاجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورقة ما تشعر بأنك متميز فيه منفرد به، ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة أسبوعياً، حاول أن تشكر ذلك فيك، وتحافظ عليه، وتنميه وتطوره.
2- اقبل ظروفك الاجتماعية والاقتصادية كما هي، واعلم أنه يجب أن نوقف ألسنتنا عن كثرة النقد والشكوى، ونتوقف عن كثرة لوم أنفسنا، ونستبدل بذلك العمل والجد، وأن نعيش مع الطبيعة بمرح وفرح، ولا نكثر من تأنيب ضميرنا وجلد ذواتنا، ونحافظ على أجسامنا أن نحرق وقودها الطاقوي في العمليات التفكيرية السلبية، فندخر تلك الطاقة لعمليات إيجابية تلزمنا في طريق تحقيق أهدافنا وأحلامنا، وإن حصل وأخطأنا -وهذا شأن البشر- فلنتعلم من أخطائنا شيئاً جديداً.
3- أرجوك.. لا تفكر خارج دائرة تأثيرك، بعض الظروف قاهرة فعلاً، لا تستطيع أن تغيرها، فلماذا تحمل هم العالم على رأسك، فكر ماذا يمكنك الآن أن تفعل، ما هي الدائرة التي يمكنك التحرك بها، وتأكد أن ما تراه اليوم مستحيلاً ستراه غداً ممكناً طالما أنك تتقدم.
أحياناً نتحدث ثلاث ساعات عن السياسة، وننتقد في ثلاث أخرى القوانين الإدارية في البلد الذي نعيش فيه، ونتجادل في تصويب وتخطيء قوم ماتوا من مئات السنين، لمَ كل هذا، وماذا تستطيع أن تقدم أو تؤثر في كل هذه المواضيع؟!
فركز في دائرة تأثيرك بإيجابية وعملية.
4- حاول أن تخرج عن روتين الحياة كلما استطعت، سافر لتغير المزاج والبيئة والمحيط، واستعن باللعب واللهو بين الحين والآخر، خاصة إذا كانت بيئة العمل لديك بيئة جادة، حاول أن تنشط نفسك بالخروج إلى البحر أو بلعبة كرة قدم أو بتخصيص وقت للرياضة، فربع ساعة رياضة صباحية وأخرى مسائية -مثلاً- تساعد على إيقاد النشاط...
هذا، وإن وجدت نفسك بين الحين والآخر مضغوطاً فالفضفضة لمن تحبهم وتثق بهم وسبق لك واستودعتهم أسراراً فما أذاعوها خيار جيد.
5- أحياناً ينفع الخروج من الواقع بقليل من الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة فيلم لا يحوي محظورات أدبية أو مشاهد غير أخلاقية، أو قراءة كتاب عن التحفيز والتحدي والتنمية ونحو ذلك، وبعض المضايقات يكفيها حل بسيط، كأن تذهب مثلاً لصالون الحلاقة، فحلاقة الشعر تضفي شعوراً بالتغيير وتجدد النشاط، وخاصة إن أتبعتَها بالدوش.
6- أقبل على برامج الحياة الإيجابية كالأعمال التطوعية ومساعدة المساكين وكبار السن والمبادرة بخِدمة الناس، ستجد من وراء ذلك خيرًا كثيرًا، حاول أن تطيع فضولك وتغامر، لكن تجنب المغامرات غير المحسوبة، وارفض مشاعر الفشل، واعمل الأشياء التي تجعلك أفضل، وتضمن أنها تنجح.
7- انتبه لصداقاتك، فصادق من تؤنسك صحبته، وينهضك حاله، ويشحنك بالإيجابية والمبادَرة، وتعرَّف على أصدقاء جدد كي يتجدد بهم محيطك، هذا وإن الجلسات مع الأصحاب تساعد على الترويح عن النفس والتنفيس من الضغوط.
وحاول أن تكون قريباً ممن حولك: فالأب الحاني، والصديق الوفي، والأخ الناصح، كلهم عون على بناء الحياة الصحيحة، فاستفد منهم.
8- انتبه لغذائك: فالغذاء له تأثير كبير على الحالة النفسية، فعليك أن تأكل غذاءاً صحياً وترتاح وتنام مبكراً، ولا تكثر من الراحة والنوم، فلها عند ذلك مفعول مغاير.
9- تذكر أن الأيام كفيلة بتغيير حالتك النفسية والمزاجية، فنمو الشخص أمر يحدث يومياً، والوقت كفيل بحل عدد من المشكلات.
10- ادعم المادة الروحية لديك، فالإنسان عقل وقلب وجسد، ولا بد أن يخلق توازناً بين هذه المفردات، وإلا مضى في حياته كالأعرج الذي لا يشكر كداً ولا يَقدر جهداً.
هذه بعض الخطوات السريعة التي يمكن دعم مادة المحبة الذاتية بها..
دمتم على حب