أخشى من الغرور
1241 - السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أسرتي بعيدة عن الدين و كبرت و تربيت بهذه الطريقة حتى أنني تعلمت الصلاة في سن 17
الحمد لله تبت بفضل الله و التزمت و هذا كله من توفيق الله سبحانه لكن مشكلتي انني محاطة بأناس غير ملتزمين و أشعر أنني بدأت أغتر و أنا أخاف على نفسي من الغرور ماذا أفعل ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أختنا الكريمة، ونشكر تواصلكم مع موقعكم، ونسأل الله تعالى أن يقسم لكم فيه الخير وللمسلمين.
بداية.. نحمد الله تعالى الذي تفضل عليكم بأن هداكم إلى طريقه، وأنه {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات: 7]، ونسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الراشدين.
أختنا الكريمة:
لقد سألتم عن خير إن قسمه الله لكم فقد أوسع لكم العطاء، فهو القائل: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37]
وقد وصف الله تعالى عباد الرحمن بالتواضع، فقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]
وفي الحديث: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]
والتواضع لا يعني الضِّعة والذلّ والهوان، بل هو فضيلة بين رذيلتين: (الكبر والاتضاع)، والمسلم مأمور بالعزة، و«لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه» [الترمذي]، ولكن عزته وأنفته تدفعه وكرامته للترفع عما لا يليق ولا يجمل، وهذا ما لا ينافيه التواضع للخلق والحق.
ولن يتواضع في علانيته من لم يتواضع في سرّه، ولن يتكبر من عرَف قدر نفسه، ونظر إلى مَن هو فوقه في العلم والدين والأدب، فكثرة نظر الإنسان إلى من هم دونه أو تقليله لمحاسن غيره قد يزرع لديه بذور الكبر بعد أن يرى لنفسه الفضل، ولا يرى الفضل لنفسه إلا من كان مقلاًّ من الفضل مقصّراً في العمل، دنيَّ الهدف.
وشأن العبد أن يتواضع، فإن تكبّر قصمه الله، إذ «قال الله تعالى : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار» [أبو داود].
فتدربوا -أختنا- على خفض الجناح ولين الجانب وجميل الطبع، أحسنوا إلى الصغير، وامسحوا رأس اليتيم، وكلوا مع الفقير، وتدربوا على العيش قليلاً بعيداً عما تعودتموه من النّعم، لتعرفوا قدرها، وتجتهدوا في شكرها، واحذروا أن تترفعوا عن الحق وأهله، فالحق لا يواجه إلى بالخضوع له والانقياد إليه وقبوله ممن قاله.
قسم الله لكم الفضل، وجعلكم من أهله.
والله تعالى أعلم
2025-10-27 12:07:04